
تعد الركبة من أكبر المفاصل وأكثرها تعقيدًا في جسم الإنسان، فهي تتحمل وزن الجسم وتُساعد على الحركة والمرونة. لذا، فمن الطبيعي أن تعاني الركبة من الإجهاد والتلف مع مرور الوقت، مما قد يؤدي إلى الشعور بالألم. تشير إحصائيات إلى أن حوالي ٢٥% من البالغين يعانون من آلام الركبة بشكل مُنتظم، لذلك سوف نلقي الضوء في هذا المقال من الرازي عن كيفية علاج آلام الركبة في المنزل.
أسباب الإصابة بآلام الركبة
تتنوع أسباب آلام الركبة، ويمكن تصنيفها إلى:
١. الإصابات:
- تمزق الأربطة: تعد الأربطة هي الأنسجة التي تربط عظام الركبة ببعضها البعض. قد تُؤدي الحركات المفاجئة أو الالتواءات إلى تمزق أحد هذه الأربطة، مثل الرباط الصليبي الأمامي أو الرباط الجانبي.
- تمزق الغضروف الهلالي: يغطي الغضروف الهلالي سطح عظام الركبة، ويساعد على امتصاص الصدمات وتسهيل الحركة. قد يتعرض هذا الغضروف للتمزق نتيجةً للإصابات الرياضية أو الحركات العنيفة.
- التهاب الأوتار: تعدالأوتار هي الأنسجة التي تربط العضلات بالعظام. قد تُؤدي الحركات المُتكررة أو الإجهاد المُفرط إلى التهاب الأوتار حول الركبة، مثل التهاب وتر الرضفة.
٢. كسور العظام:
قد يؤدي السقوط أو الحوادث إلى كسور في عظام الركبة، مثل عظمة الفخذ أو عظمة الساق أو الرضفة.
٣. الحالات الطبية:
- التهاب المفاصل: يعد التهاب المفاصل من أكثر أسباب آلام الركبة شيوعًا، خاصةً بين كبار السن. يُؤدي التهاب المفاصل إلى تآكل الغضروف في الركبة، مما يُسبب الألم والتيبس وصعوبة الحركة.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: وهو مرض مناعي يهاجم فيه الجهاز المناعي الجسم، مما يُؤدي إلى التهاب المفاصل وتلفها.
- النقرس: وهو نوع من التهاب المفاصل يحدث نتيجةً لتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، مما يُسبب ألمًا شديدًا وتورمًا واحمرارًا.
٤. الخراجات:
قد تتكون خراجات مختلفة حول الركبة، مثل خراج بيكر، مما يُسبب الألم والتورم.
٥. التهابات الأنسجة:
قد تُصاب الأنسجة حول الركبة بالالتهابات، مثل التهاب الجراب أو التهاب الأنسجة الرخوة.
٦. عوامل أخرى:
تشمل العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بآلام الركبة.
- السمنة: تزيد السمنة من الضغط على مفاصل الركبة، مما يُزيد من خطر الإصابة بآلام الركبة وتلف الغضروف.
- الضعف العضلي: قد تُؤدي ضعف عضلات الفخذ أو عضلات الساق إلى عدم استقرار الركبة وزيادة خطر الإصابة.
- الاستخدام المفرط: قد تؤدي ممارسة بعض الأنشطة الرياضية أو المهن التي تتطلب ثني الركبة بشكلٍ مُتكررٍ إلى زيادة خطر الإصابة بآلام الركبة.
أعراض إصابات الركبة
تختلف الأعراض وفقاً إلى السبب، قد يكون الألم مُستمرًا أو مُتقطعًا، تشمل الأعراض ما يلي:
- تورم في الركبة.
- تيبس في الركبة وصعوبةً في تحريكها.
- إحساس بالطقطقة أو الفرقعة عند تحريك الركبة.
- عدم استقرار الركبة.
يجب سرعة التوجه إلى الطبيب إذا استمر ألم الركبة لأكثر من بضعة أيام، مع وجود تورم شديد في الركبة، أو وجود صعوبة في تحريك الركبة أو ثنيها. سيقوم الطبيب بإجراء فحص سريري وطرح بعض الأسئلة حول الأعراض والتاريخ الطبي، وقد يطلب بعض الفحوصات، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لتحديد سبب الألم ووضع خطة العلاج المناسبة.
كيفية علاج آلام الركبة في المنزل
يمكنك علاج آلام الركبة في المنزل من خلال بعض الطرق المنزلية الفعّالة:
١. الراحة وتعديل النشاط:
يجب تجنب الأنشطة المرهقة، قد يُؤدي الإفراط في استخدام الركبة أو ممارسة الأنشطة التي تُسبب ضغطًا عليها إلى تفاقم الألم.
٢.الراحة:
امنح ركبتك قسطًا من الراحة، خاصة بعد ممارسة أي نشاط بدني.
٣. الاستلقاء:
يساعد الاستلقاء على تقليل التورم وتحسين الدورة الدموية.
٤. الكمادات الباردة والساخنة:
تساعد الكمادات الباردة على تخفيف الألم والالتهاب عن طريق تضييق الأوعية الدموية. ضع كيسًا من الثلج ملفوفًا بمنشفة على ركبتك لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم، كما تساعد الكمادات الساخنة على استرخاء العضلات وتخفيف التيبس. استخدم زجاجة ماء ساخن أو منشفة مبللة بالماء الدافئ وضعها على ركبتك لمدة 20-30 دقيقة.
٥. التمارين الرياضية:
تساعد تمارين الإطالة على زيادة مرونة الركبة وتحسين نطاق حركتها، مثل ثني الركبة بلطفٍ وسحب القدم نحو الأرداف.
تمارين التقوية: تُساعد تمارين تقوية عضلات الفخذ والساق على دعم الركبة وتحسين استقرارها.
٦. التدليك:
يساعد تدليك الركبة بلطف على تحسين الدورة الدموية وتخفيف الألم والتوتر العضلي. يمكن استخدام زيت التدليك أو كريمات مُسكنة للألم.
٧. الحفاظ على وزنٍ صحي:
تعمل السمنة على زيادة الضغط على مفاصل الركبة، مما قد يُفاقم الألم.
٨. ارتداء أحذية مريحة:
تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي أو الأحذية الضيقة، واختر أحذية توفر دعمًا جيدًا للقدم.
ختاماً، يُمكن أن تتمكن منعلاج آلام الركبة في المنزل وتخفيف آلام الركبة وتحسين جودة الحياة، ولكنها لا تغني عن استشارة الطبيب، خاصةً في الحالات الشديدة أو المُستمرة.